السبت، 7 مارس 2009




منذ نشأت المجتمعات المنظمة ظهرت الحاجة إلى حفظ سجلات المعاملات التجارية و حصر الإنتاج الزراعي و الثروة الحيوانية، و المراسلات بين التجار، و بظهور الدولة ازدادت الحاجة إلى الكتابة كوسيلة للتنظيم، و تسجيل مقادير الموظفين و مؤونة الجنود، و سجلات الضرائب، و حفظ التراث الديني و سير الملوك و الآلهة.
لذا فقد عدت الكتابة منحة إلهية و ممارستها طقسا، و نال الكتبة مكانة رفيعة اجتماعيا و حظوة عند الملوك، و اقتصر تعليم الكتابة على الصفوة.
مرت الكتابة في مصر القديمة بمراحل متعددة:

الخط الهيروغليفي
هي أولى الخطوط التي كتب بها المصري القديم لغته، وقد عدت كتابة مقدسة و رسمية حيث أنها كانت تستخدم للكتابة على جدران الأماكن المقدسة مثل المعابد والمقابر، و كانت رموزها تنقش على الأحجار بأسلوبي النقش البارز أو الغائر على الجدران و المنقولات مثل التماثيل واللوحات والصلايات.
تتكون الكتابة الهيروغليفية من مجموعة من النقوش المستمدة من الحياة اليومية فهي كتابة تصويرية بالإضافة لوجود حروف أبجدية وإن كانت أكثر تعقيدا من الأبجدية المعروفة الآن في اللغات المنتشرة فالأبجدية في الهيروغليفية تنقسم لثلاثة مجموعات.
المجموعة الأولى: هي الرموز الأحادي، أي الحروف أحادية الصوت مثل الحروف المعتادة اليوم
المجموعة الثانية: الرموز الثنائية الصوت، وهي رمز أو نقش واحد ولكن ينطق بحرفين معا
المجموعة الثالثة: الرموز ثلاثية الصوت، وهي نقش أو رمز واحد ولكن يعني ثلاثة )
وذلك بالإضافة لمجموعة من العلامات الأخرى والتي لا تنطق نهائيا وإنما هي من أجل أغراض نحوية مثل تحديد المثنى والجمع والمذكر والمؤنث وبعض الرموز المؤكدة للمعنى والتي تعرف بالمخصصات .

الخط الهيراطيقي
أشتقت كلمة هيراطيقي من الكلمة اليونانية ( هيراتيكوس ) ( Hieratikos ) وتعني كهنوتي حيث كان النظام الذي طوره الكهنة لتدوين النصوص الدينية و الوصفات السحرية و سجلات المعابد و الأديرة على لفائف البردي ويعد تبسيطا للخط الهيروغليفي يتميز بمناسبته للكتابة بالحبر و القلم عاى الورق.

الخط الديموطيقي
اشتق اسمه من الكلمة اليونانية "ديموس" والنسبة منها "ديموتيكوس" وتعني الشعبي وهو كما يظهر من اسمه خط للاستخدام اليومي، خط مبسط من الهيراطيقي يتميز باختصاره و سرعة كتابته و سلاسة أشكاله و مناسبتها للكتابة اليدوية بالقلم.
أدخل النص غير المنسق هنا===الخط القبطي=== وهو آخر ما استخدم من نظم لكتابة اللغة المصرية في أخر مراحلها، و هي القبطية، و لذلك ارتبط اسماهما.
في ذلك الوقت، كانت مصر تحت حكم اليونانيين، و ربما وجد المتعلمون و الكهنة أن استخدام نظام كتابة مشتق من الأحرف اليونانية يشكل ميزة، فاستنبطوا نظاما لكتابة اللغة المصرية قوامه أحرف اللغة اليونانية مضافا إليها سبعة رموز لتسجيل أصوات وجدت في اللغة المصرية و لم توجد في اليونانية.

_كان انتقال المصريين إلى كتابة لغتهم باستخدام نظام الكتابة القبطية المبني على النظام اليوناني هو نهاية تطور نظم الكتابة المحلية في مصر. إلا أن تاريخ تطور نظم الكتابة كان للهيروغليفية المصرية فيه أثر كبير إذ شكلت رموزها الأساس الذي بنى عليه الساميون نظم الكتابة الأبجدية الأولى التي بنيت عليها اليونانية و من بعدها نظم عديدة للكتابة

هناك تعليق واحد: